لقد تغلغلت القهوة في قلب وروح السلفادور، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخها وثقافتها واقتصادها. في أوائل القرن التاسع عشر دخلت القهوة بشكل كبير الى السلفادور، فقد وفرت التربة البركانية الخصبة والمناخ المثالي للبلاد الظروف الملائمة لزراعة البن. حيث غير المزارعين المشهد الطبيعي ومهدوا الطريق لصناعة قد شكلت مصير الأمة. امتدت مزارع البن عبر سفوح التلال وازدهرت زراعة البن في السلفادور خلال القرنين التاسع عشر والعشرين حتى أصبحت القهوة مصدر صادراتها الأساسية، وكانت السلفادور رابع أكبر مصدر للبن في العالم عام 1970، وقد أدى ذلك الى نمو الاقتصاد والازدهار.

ولادة البكامارا

في منتصف القرن العشرين حاول مجموعة من الباحثين والمزارعين في مجال القهوة إنشاء سلالات جديدة تستمد صفاتها من صفات السلالات المكونة لها، وفي أروقة المعهد السلفادوري لأبحاث القهوة أسفرت التجارب في عام 1958 عن انتاج سلالة البكامارا نتيجة تهجين سُلالتي الباكاس والماراغوجيب، فقد أمضى المعهد السلفادوري لأبحاث القهوة ثلاثة عقود في تطوير سلالة البكامارا قبل تقديمه لمنتجي القهوة في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر.

ما يميز البكامارا

كانت ولادة البكامارا مجرد البداية لرحلة طويلة، حيث قام مزارعين القهوة برعاية شتلات هذه السلالة بدقة شديدة. فقد كرسوا أنفسهم لفن الزراعة، وتوفير الظروف المثالية لازدهار البكامارا، كان للصبر والخبرة أهمية قصوى في هذه المرحلة. مع نضوج حبوب البكامارا، بدأت خصائصها الرائعة تنكشف، بدايةً من حجم كرزات البن التي تزين اغصانها وحجمها الضخم مقارنةً بحجم كرزات البن الأخرى، وصولًا الى حمضيتها المشرقة، وقوامها المتوازن بملمس كريمي وحلاوتها المقاربة لحلاوة الشوكولاتة الى فاكهية التوت الأحمر والفواكه الاستوائية الحمراء.

ان رحلة القهوة في السلفادور دلالة على الإمكانيات الاستثنائية التي تكمن في حبوب البن البسيطة، واليوم تعد سلالة البكامارا بمثابة شهادة على براعة وتفاني منتجي القهوة في السلفادور مثل ماوريسيو ووالده حيث نفخر في محمصة انلايت بتقديم محصول فينكا هيمالايا المميز بطابع كوب فاكهي يتمثل في مزيج من الفواكه الحمراء الاستوائية. وانت تُعد قهوتك مُستخدمًا محصول من السلفادور تذكّر كم من تجارب خاضها اجيالًا من المزارعين، وشغف كبير قد دفعهم للتميز، دعها بمثابة تذكير مستمر بأن عالم القهوة في تطور دائم وامكانيات لا حصر لها في انتظار استكشافها